29 April 2010

TOBA


فجَّر الدكتور عبد الله الأشعل مساعد وزير الخارجية الأسبق وأستاذ القانون الدولي مفاجأةً من العيار الثقيل، وأكد أن استرداد طابا المصرية من الكيان الصهيوني والاحتفالات التي تجري كل عام في 25 أبريل مجرد مسلسل هزلي كبير وخدعة كبرى أوقعنا فيها الكيان والمتواطئون معه!.



وأوضح خلال إحدى جلسات اليوم الثاني لمنتدى "القدس الثقافي الأول بنقابة الصحفيين اليوم أن الكيان الصهيوني مارس خُدعة محكمة على المصريين حينما تمسك بوجوده في طابا وعدم انسحابه منها رغبةً منه في تحويلها إلى منطقة نزاع ينتهي بانسحابه في 25 أبريل عام 1982م ليُصور للعالم كله أنه يلتزم بالقوانين الدولية وقرارات المحاكم الدولية، واستغل فرحة المصريين باستعادة الأرض وأوقف النزاع عند طابا حتى لا يمتد إلى قرية "أم الرشراش" التي يُطلق عليها الكيان زورًا "إيلات".
الصورة غير متاحة

د. عبد الله الأشعل



وأشار إلى أن ما يسمى باتفاقيات السلام مع الكيان تحتاج إلى "التهذيب" باعتدال القامة وليس انحناؤها للكيان، مؤكدًا أن تحرير فلسطين والقدس لن تقوم إلا بقائمة المسلمين والعرب التي انحنت بفعل ممارسات قادتهم، وأن الكيان الصهيوني يُطوع نصوص تلك المعاهدات كما يشاء.



وتوالت مفاجآته، حينما أعلن عن بطلان عضوية الكيان الصهيوني في الأمم المتحدة؛ لأنه طبقًا لمواثيق وقوانين عضوية الأمم المتحدة يتعين على الدول الأعضاء ترسيم وتحديد حدود الدولة وهو ما تجاهله الكيان تمامًا وغضت باقي الدول الطرف عنه، وسادت حالة من السخط بين الحضور حينما لفت إلى أن مصر لا تملك حتى الآن أية وثائق تتعلق بحدودها وتثبت ملكيتها وأنها لجأت لتركيا تتطلب منها وثائق تثبت ملكية مصر لطابا أثناء مفاوضات استردادها!.



وأضاف أن حركة المقاومة الإسلامية "حماس" كانت وما تزال هي الدرع الحقيقي لحماية فلسطين، داعيًا أفرادها إلى التمسك بمنوالهم والسعي لجمع كافة الفصائل الفلسطينية تحت لواء واحد لمواجهة عمليات التهويد والمطالبة بقوة بتحرير كامل فلسطين والقدس الموحدة، كما أنه يجب على الأصوات العربية أن ترتفع لتنادي بالتمسك بتحرير كامل فلسطين.

الصورة غير متاحة

د. منصور عبد الوهاب



من جانبه، وصف د. منصور عبد الوهاب أستاذ الدراسات العبرية بجامعة عين شمس والخبير في الشئون الصهيونية، اللغة العبرية بأنها تعاني من "الهشاشة" لأنها ليست لها جذور كأصحابها متوقعًا تآكلها خلال 50 عامًا، وأنها ستكون على غير شاكلتها الحالية؛ نظرًا لاعتمادها على ألفاظ "معبرنة" مقتبسة من لغات أخرى كالعربية والفرنسية والإنجليزية، وتناسى اليهود أن اللغة كائن حي يعبر عن الوجود والحياة والتراث وليست مجرد كلمات تكتب وتحفظ.



وكشف عن محاولات صهيونية لاختراق السينما المصرية خلال الفترة من ثلاثينيات إلى خمسينيات القرن الماضي لنشر أفكاره والترويج لها؛ حينما تغنَّت بعض المطربات في الأفلام المصرية بحروف الأبجدية العبرية (أبجد هوز...) والتي ما زلنا نحافظ عليها في الترقيم.



وانتقد د. عبد الوهاب محاولات اليهود الدءوبة لسرقة التراث الفني الفلسطيني، وتجلى ذلك في الموسيقى التي سطا الكيان عليها، وكذلك رقصة "الدبكة" الفلسطينية الشهيرة ونسبها الكيان لفنونه مستغلاً غياب الوجود والوعي العربي عن ساحات المجتمع الغربي وفنونه!.



الصورة غير متاحة

د. حسن خاطر

وأشار إلى أن المجتمع الصهيوني يعاني من إشكالية "الهوية"؛ فعلى مدار التاريخ أغلق الكيان الصهيوني على نفسه ورفض الاندماج والانفتاح على باقي المجتمعات نتيجة شعوره بأنه منبوذ ومرتكب لخطيئة ووجوده غير مقبول لدى المحيطين، وهو ما تجلى أثناء إقامتهم بمصر وتمسكهم وقتها بإطلاق "الطائفة اليهودية" على أنفسهم في رفض منهم لقبول الآخر، كما أن فكرة إنشاء الجدار العازل ليس الغرض منها حماية الكيان فقط ولكنه تعبير عن حالة انغلاق فكري يعانيه هذا المجتمع.



وطالب العرب بالسعي لإثبات أحقيتهم وملكيتهم للتراث الذي سرقوه، وتفعيل الوجود العربي والثقافة العربية والفلسطينية على ساحات المؤتمرات الدولية ومخاطبتهم باللغة والإشكالية التي يفهمونها لإعادة صياغة العقل الغربي بما يخدم المصالح الفلسطينية.



ورفض د. حسن خاطر رئيس الهيئة الإسلامية المسيحية بالقدس، كافة أشكال ومحاولات التطبيع التي يسعى إليها الكيان، ووصف التطبيع مع الكيان بأنه جريمة ومن يرتكبها فهو "ديوث"، مع إحداث حالة توازن وانفتاح محدود على المجتمع الصهيوني لمعرفة مخططاتهم عن قرب بما يخدم القضية الفلسطينية وعدم الإخلال بها وبثواب مبادئها.


الصورة غير متاحة

د. ياسر نصر

ودعا كافة المسلمين والعرب إلى الذود عن فلسطين والقدس والمشاركة في الدفاع عن المقدسات، مستشهدًا بما فعلته الناشطة الأمريكية راشيل كوري أثناء تصديها لإحدى الجرافات الصهيونية حينما كانت تحاول هدم أحد المنازل الفلسطينية ودفعت حياتها ثمنًا لذلك.



أما د. ياسر نصر أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة، فقد طالب الأمة بالتحلي بأخلاق فرسان الإسلام خاصةً من عايشوا فترة الحملات الصليبية وانتصار المسلمين عليهم أمثال نور الدين محمود وصلاح الدين الأيوبي والعمل على إحداث حالة من التوازن الروحي بين علاقة الفرد بالله عز وجل وباقي جوانب حياته.



وعدد أبرز سمات شخصيات هؤلاء الفرسان بالتزامهم بالتفكير الإيجابي، وتنوع الاهتمامات وخدمتها لغاية الفرد، وتنمية المهارات الشخصية لهم، وتوسيع دائرة العلاقات مع محيط المجتمع، واتخاذ قدوة ونبراس على مدار الحياة.

No comments: