15 January 2009

KESAKSIANREALITA



شهادات من الواقع
في آن واحد.. قصف صهيوني لغزة والمقاومة ترد

غزة- كارم الغرابلي:
شهدت مدينة غزة خلال اليومين الماضيين أعنف قصف منذ الإعلان عن بدء الهجوم البري على القطاع؛ حيث حاولت الآليات العسكرية الصهيونية التوغل إلى وسط المدينة.

تقول المواطنة أم السعيد كحيل (من حي الزيتون الذي شهد معركة حقيقية على تخومه) إن الجيش الصهيوني أطلق تجاه المنطقة التي تقطن بها قنابل الفسفور الأبيض المحرمة دوليًّا.

وأوضحت أنها اتصلت بإحدى الإذاعات المحلية تصرخ طالبةً النجدة لأطفالها وجميع مَن في المنزل الذين أُصيبوا بحروق وحالات اختناق من جرَّاء السموم.
وبيَّنت أنها عاشت بالأمس ليلة رعب حقيقية في ظل تواصل سقوط القذائف والصواريخ على منازل مجاورة، حتى إن إحدى القذائف أصابت منزلها بشكلٍ جزئي.

وأضافت: "حاولت الهرب من هذا الجحيم مع أطفالي وأهل بيتي، لكن القذائف كانت تنهال علينا من كلِّ حدبٍ وصوبٍ، ولم نكن نعرف اتجاهها، فاتخذنا مكانًا في منزلنا لم نتحرك منه حتى خفَّت حدة إطلاق الصواريخ والقذائف على المنطقة".
الحاجة أم محمود من سكان حي الشجاعية أخذت تلهج بالدعاء إلى الله تعالى أن يُنجيَها ومَن في بيتها من القصف الصهيوني الذي شهدته مدينة غزة.
وتقول الحاجة أم محمود: "منذ بدء العدوان على غزة لم أشهد مثل هذين اليومين على الإطلاق.. كنت أشعر أن القذائف تصيب منزلي، وكان جميع مَن في المنزل- وهم حوالي 30 شخصًا- يصرخون حينما تنفجر قذيفة بالقرب من المنزل".
وأضافت: "دعونا الله كثيرًا أن يسلِّمنا من هذه الغمة وأن يُنجيَنا من القذائف الصهيونية التي كانت تنزل بالقرب منا من كل حدبٍ وصوبٍ"، موضحةً أن أحد الصواريخ أصابت منزلاً مجاورًا لمنزلها، وأن صوت الانفجار هزَّ البيت بعنف؛ ما أدى إلى تضرر منزلها بشكل جزئي.



نجاة بأعجوبة

المواطنة أم طارق العرعير قالت إنها تمكَّنت من النجاة هي وعائلتها بأعجوبة، حينما أطلقت دبابةٌ قذيفةً استهدفت مستودعًا مجاورًا؛ ما أدى إلى احتراقه وشبوب الحريق في منزلها.
وأضافت أنها استطاعت وعائلتها الخروج من جحيم الحرب بصعوبة وترك منزلها المحترق لتذهب إلى منزل أقاربها؛ لعلها تجد بعض الأمن هناك.

وتصف المواطنة زكية النجار (51 عامًا) وهي في حالةٍ من الإرباك والخوف، بينما كانت تتفقد باقي أفراد أسرتها الذين نُقلوا إلى مستشفى ناصر لتلقِّي العلاج، قائلةً: "فجأةً بدأت القنابل تتساقط على المنزل المُكوَّن من طابقين، وبدأت سحابة من الدخان الأبيض تملأ البيت، بالإضافة إلى النيران التي بدأت تندلع، فأخذنا نصرخ بأعلى أصواتنا، وشعرنا بحالة من الخوف والرعب لم نشعر بها من قبل".


وأضافت: "بدأنا بسحب الأطفال من داخل المنزل إلى الخارج للاحتماء في مكان آمن، لكن القصف كان يتواصل، وسقط ما يزيد عن ست قنابل على المنزل".


وأكدت النجار والدموع تنهمر من عينيها أنها لم تستطع إنقاذ باقي أفراد الأسرة، خاصةً أن الدخان انتشر بسرعة كبيرة في البيت، وأصبحت غير قادرة على رؤية الأطفال، وبدأت شظايا القنابل تصيب الأطفال وتُحرقهم، فاستشهدت حنان النجار من جرَّاء حروق كبيرة في جسدها.

وأوضحت النجار أن المنطقة بأكملها كانت تحترق، وعمَّ العويل والبكاء كل أنحائها، إلى أن جاء عدد من شبان الحي ومعهم عددٌ من المسعفين وقاموا بإخلاء الأطفال من المنزل الذي تحوَّل إلى كتلة من اللهب بعد أن شبَّت النيران في أركانه؛ نتيجةً لتساقط القنابل، التي وصفتها بكتل اللهب التي تحرق كل ما في طريقها.

الطفل لؤي

وأصيب لؤي صبح (11 عامًا) من جرَّاء قصف بالقرب من منزله بقنبلة فسفورية بفقدان بصره وحروق في يديه، وروى ما حدث معه قائلاً: "ذهبت إلى البيت أنا ووالدي عندما قامت آليات الصهيونية بالانسحاب من محيط المنزل لجمع بعض الغذاء والملابس والمياه وجلب أنبوبة الغاز، وبينما كنا في الانتظار خارج المنزل حدث قصف صهيوني"، مشيرًا إلى أن القصف الصهيوني أصابهما بشكل مباشر بحروق كبيرة.

وأوضح لؤي أن والده قام بجلب غطاء نوم ولفَّه حوله بدلاً من إنقاذه بالماء؛ نظرًا لأن المادة الحارقة تتفاعل مع الماء، ثم ركض للبحث عن مغيث، حتى قابلته سيارة إسعاف نقلته إلى مستشفى الشفاء.


من جهتها وجَّهت وزارة الصحة الفلسطينية نداء استغاثة ناشدت من خلاله منظمة الصحة العالمية إرسال أطباء متخصِّصين في الحروق وحالات الاختناق الناجمة عن إطلاق القنابل الفسفورية والحارقة على المدنيين، كما يحدث في قطاع غزة.


واتهمت منظمة مراقبة حقوق الإنسان العالمية "هيومان رايتس ووتش" الكيان الصهيوني باستخدام ذخيرة تحتوي على فسفور أبيض خلال هجومها على قطاع غزة.


وتستخدم ذخائر الفسفور الأبيض بشكلٍ أساسي لصنع سواتر من الدخان أو لتحديد أهداف للإشارة إلى المواقع، وهي أسلحة حارقة.

No comments: