القرضاوي: منذ مجيئي إلى قطر لم أؤيد حاكماً ظالما القرضاوي: قطر تقف مع الحق والعدل حاجتنا إلى تجديد الإيمان الأصل في الأشياء الإباحة القرضاوي: لم أكن يوماً ضد مصر ولن أكون نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضًا فيما اختلفنا فيه
* استقالة الشيخ القرضاوي من مجمع البحوث الإسلامية
أحدث الصوتيات
* خذلان المسلمين لإخوانهم في فلسطين
* الأمة التي يكونها الإسلام
* رمضان ربيع الحياة الإسلامية
* حرب على الإرهاب أم حرب على الإسلام؟
* الرد على القس الذي هاجم محمد البريد الإلكترونى طباعة
القرضاوي: لم ابتعد عن منهج الوسطية لحظة واحدة
أحمد علي*
أستكمل اليوم «جهادي الصحفي» مع الشيخ الدكتور العلامة يوسف القرضاوي «رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين». وأنشر الجزء الثاني من حواري معه، الذي ناقشنا خلال جزئه الأول العديد من القضايا والمحاور المهمة التي تشغل اهتمام الرأي العام العربي والإسلامي. وفي هذا الجزء من الحوار أتوقف مع فضيلته عند محور مهم دفعني لطرح السؤال التالي:
- أراكم تدافعون كثيرا عن الرئيس المعزول مرسي، رغم أنه ارتكب كثيرا من الأخطاء التي أدت لثورة الشعب ضده، ومن أكبر أخطائه اعتماده على شخصية ضعيفة لرئاسة الحكومة، وتولي السلطة التنفيذية في مرحلة دقيقة، لم يستطع خلالها تحقيق أي نتائج يلمسها المواطن.. فما تعليقكم ؟
- مرسي تعرض لحرب شرسة منذ تم انتخابه وقبل أن يشكل الحكومة، ولم يحاربوه بسبب الحكومة التي شكلها، أنا شخصيا اعترضت على شخص رئيس الوزراء السابق، وقلت لمرسي لماذا تختار شخصا لايحبه الناس فتفهم هذا الرأي، وذكر أنه لم يجد شخصا بديلا يوافق على تولي الوزارة في هذا التوقيت الحساس، وقال إنه جس نبض كثير من الشخصيات ليعرف هل توافق على رئاسة الحكومة فلم يجد، والذين هاجموا مرسي وقفوا ضده من أول شهر وليس بعد سنة، والقول بأن مرسي فشل في الحكم كلام غير منطقي، والواقع يقول إن الرجل أنجز أشياء كثيرة خلال عام واحد، يكفي أن الرجل كان لا ينام إلا أربع ساعات ويعمل ليل نهار من أجل مصر، وحاول جمع الناس من أجل نهضة بلدهم، وقد أقسم لي أن تحت يديه ملفات فساد وفضائح لو تم الإعلان عنها لكانت فضيحة للمصريين، لم يحب أن ينشرها وتستر على أصحابها، ولكنهم لم يقدروا له ذلك.
هناك مشروعات تنمية قناة السويس، ومشروعات المخابز العملاقة، وزيادة إنتاج القمح والاتفاقيات الدولية التي تمكّن المصريين من دخول عالم الصناعة، ومعالجة مشكلات الغاز والبنزين والسولار، وغير ذلك كثير.
- ولكن يرى كثيرون أن الفضيحة التي شهدتها مصر في عهد الرئيس المعزول مرسي هي إعلانه الدستوري الذي كان سيعيد إنتاج نظام ديكتاتوري من رحم الثورة؟
- الناس وقفوا ضد هذا الإعلان وانتهى، فلماذا يطول الكلام عنه؟
منهج الوسطية
- بعيدا عن إطالة الكلام.. يرى البعض أنكم خرجتم عن منهج الوسطية الذي كنتم تتبنونه وتدعون إليه، وظهر ذلك في انحيازكم للإخوان المسلمين.. فما ردكم؟
- لم ابتعد عن منهج الوسطية لحظة واحدة، مازلت أدعو له، ولقد تبنيت المنهج الذي قال الله عنه: «وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا»، والوسطية تتمثل في فاتحة الكتاب «اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين»، والصراط المستقيم هو الطريق الوسط، وهو أقرب ما يكون للهدف.الله عز وجل يقول «وَالسَّمَاء رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ. أَلا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ. وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ».
الوسط يعني عدم الطغيان في الميزان وعدم الإخسار فيه، وهذا ما أدعو إليه قبل ثورة مصر وبعدها، وقبل انتخاب مرسي وبعد انتخابه. وبعد عزله وسأظل أدعو إليه حتى أموت، فالوسطية منهجي ومبدئي، وليقولوا لي في أي شيء خرجت عنها ؟
منع الدخول
- ما دمتم تلتزمون بالوسطية الإسلامية، فلماذا يمنعونكم من دخول عدد من الدول العربية والغربية ؟
- المفروض أن تسأل هذا السؤال إلى الدول المعنية.. لماذا منعتني ؟، واسألهم لماذا كانوا يسمحون بدخولي من قبل ؟، ولماذا منعوا دخولي من بعد ؟، مع أن مواقفي لم تتغير، فأنا هو أنا، ونفس الكلام الذي كنت أقوله من قبل مازلت متمسكا به، وسأظل متمسكا به وأقوله غدا وبعد غد، فالإمارات منحتني جائزة شخصية العام الإسلامية،وقال لي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم يوم سلمني الجائزة: كنت أتمنى من كل قلبي أن تحصل عليها ولكننا لا نتدخل في منحها، فلما أخذتها فرحت بفوزك لما نعلم من جهادك وجهودك لخدمة الإسلام والأمة الإسلامية ، وكنت موضع ترحيب الإخوة في الإمارات على المستويين الرسمي والشعبي، وحضروا حفل تكريمي، وكانت فضائية أبو ظبي تستضيفني على مدى 3 سنوات في برنامج حواري مباشر، ولم يقل لي أحد إني خرجت عن الوسطية، ثم حدث ما حدث.
- ماذا يعني لكم يا شيخنا الجليل أن الدولة التي منحتكم جائزتها العالمية، هي ذاتها التي تمنعكم الآن من دخول أراضيها؟
- هي ظلمتني .. أنا والله ما تغيرت عما كنت عليه، مازلت أتبع الطريق نفسها وأدعو إلى المنهج ذاته، هم الذين تغيروا وخرجوا عن منهجهم،ولم يقفوا على صراط مستقيم.
الجائزة العالمية
- وهل منعكم من دخول دولة كالإمارات يعني عدم أحقيتكم بجائزتها العالمية التي فزتم بها عام 2000 باعتباركم شخصية العام الإسلامية؟
- جائزة دبي ليست الجائزة العالمية الوحيدة التي حصلت عليها، بل هناك ما يزيد على عشر جوائز عالمية مختلفة، من مختلف بلاد العالم، ومنها جائزة الدولة التقديرية في قطر.
أما مسألة المنع فتلك قضية أخرى، لا أرى لها تعلقا بالجائزة، ومع ذلك يمكنك التوجه بهذا السؤال لجائزة دبي للقرآن الكريم.
أصحاب المبادئ
- هل يضايقكم زيادة عدد الدول التي قررت منعكم من دخول أراضيها، بما في ذلك مسقط رأسكم مصر؟
- صاحب القضية لابد أن يدفع ضريبة انحيازه لمبادئه، ومسألة المنع من الدول لا مدلول لها. فالزعيم الإفريقي نيلسون مانديلا المتوفى منذ أيام كان على قائمة الإرهاب الأميركية حتى سنوات قليلة، ومسألة وضعي على قوائم ترقب الوصول في مصر هي عبارة عن أخبار صحفية مختلقة لتخويفي.
- بعيدا عن الخوض في هذا الملف.. كيف ترد على من يهاجمون قطر بسببكم؟
- هم وقفوا ضد قطر، لأنها تقف مع الحق، والعدل، وتؤيد الشعوب المطالبة بالحرية، ووقفتها لله فحسب، ولقد حاولوا أن يجروها في صفهم، ولكن أميرها وشعبها يقفان مع الحق وقد قلت لحكام الخليج: حرام عليكم أن تقفوا مع الظالمين ضد المظلومين، وحرام أن تساعدوا الحكام الظالمين بالمليارات ليقتلوا بها شعوبهم، ولم تستفد الشعوب منها دولارا واحدا.
أنا أقف مع الحق ضد الباطل، ومع العدالة الواضحة، وليس مع الظلم.
توجيهات قطرية
- فضيلة الشيخ ما دمنا وصلنا إلى الداخل القطري نرصد أخباراً بين فترة وأخرى تنشرها صحف الخارج عن تعرضكم للتضييق والمنع من أداء رسالتكم الدعوية خلال إقامتكم في قطر، وأنكم تتلقون توجيهات قطرية بالكلام في موضوعات معينة والسكوت عن الكلام في موضوعات أخرى .. ما تعليقكم على ذلك؟
- لا صحة لمثل هذه الأخبار، وقد نفيتها مرارا، وينفيها الواقع المشاهد الذي أتكلم فيه - والحمد لله - بكل حرية فيما أشاء من موضوعات، ونحن في عالم صغير كقرية صغيرة، لا يخفى فيه شيء على الناس. وأنا أقول: والله ما قال لي مسؤول قطري في يوم من الأيام: لا تتكلم في كذا، أو تكلم في كذا.
الأجندة القطرية
- ما حقيقة أنكم تعملون لصالح أجندة دول معينة (قطر مثلا)؟
- أنا أحمد الله عز وجل أن وفقني لأقف مع الحق الذي أعتقده بما أعلمه وأراه، وأثبت الناس على موقفهم من هذا الحق، ولا أعمل لأجندة دول ومصالحها، نشكر المحسن أيا كان هو، ونعارض المخطئ، وأعلن رأيي بمعزل عن سياسة قطر، أنا أستاذ متفرغ في الجامعة، ولم أشغل منصبا سياسيا في الدولة طوال حياتي، والاتحاد الذي أرأسه اتحاد أهلي شعبي عالمي، وليس تابعا لأي دولة من الدول، وإني لأشكر الله جل وعلا أني وجدت موقف قطر في القضايا الكبرى التي أعتمدها وأدعو إليها على ما أحب وأرضى.
نصرة الحق
- ولكنْ المعارضون لمواقفكم يقولون إنكم تخلطون بين الفتوى الشرعية والآراء السياسية .. فما ردكم؟
- الإسلام كدين له طبيعة خاصة، وهي أنه نظام متكامل للإنسان والحياة، له في السياسة رأي، وفي الاقتصاد، وفي التربية، وفي الثقافة والاجتماع، كما قال تعالى «وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ» (النحل:89)، وأنا لا أتدخل في السياسة إلا بمقدار نصرة الحق على الباطل، والعدل على الظلم، هل رأيتني مثلا أدعو لانتخاب حزب بعينه في الانتخابات النيابية، هل قلت: انتخبوا الحرية والعدالة، أو الوسط، أو النور. أقول على المسلم أن يكون إيجابيا، وأن يجتهد في اختيار المرشح الأفضل، لكن حين تكون المنافسة بين الثورة والثورة المضادة فطبيعي أن أنحاز للثورة ضد أعدائها، وأنا كعالم مسلم لا يسعني ديانة أن أغلق عليَّ بابي، وأرى الظلم من حولي، وأنشغل أنا بقضايا تراثية في بطون الكتب، لا تنفع الآن صديقا، ولا تضر عدوا، فقد أخذ الله الميثاق على العلماء أن يبينوا للناس الحق ولا يكتموه، وإن أصابهم في ذلك ما أصابهم، كما قال تعالى «إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلا أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ» (البقرة:174).
التقارب المتباعد
- ننتقل الى مسار آخر من الحوار.. شيخنا الجليل كنتم أول الداعين، والداعمين للتقارب بين المذهبين السُني والشيعي، وشاركتم في أولى جلسات الحوار بينهما.. فلماذا غيرتم موقفكم وتسببتم في حدوث فتنة بين أكبر مذهبين في العالم الاسلامي؟
- لقد حاولت في أول الأمر أن أقرّب بين المتباعدين، بين السُنة والشيعة الإمامية الإثنا عشرية، وحضرت عددا من المؤتمرات التي انعقدت بهدف التقارب وكان أولها في الرباط، ثم في سوريا، وفي البحرين، وزرت إيران خلال حكم الرئيس خاتمي، ورحب بي ترحيبا كبيرا، كما رحب بي علماء المذهب الشيعي، وكنت أقول لهم لكى يكون التقارب حقيقياً وقائما على حقائق لا مغالطات فلابد أن نزيل الأشياء التي تقف في طريق نجاح التقارب، وشرحت لعلماء الشيعة الأشياء المطلوبة للتقارب وفي مقدمتها عدم سب الصحابة والسيدة عائشة لأن ذلك مرفوض عند أهل السُنة، وطلبت منهم عدم السعي لنشر مذهب مخالف لمذهب بلد آخر، فلايجوز للسني أن ينشر مذهبه في بلد شيعي، كما لايجوز للشيعي أن ينشر مذهبه في بلد سُني، وقلت لهم مافائدة أن تدعو للمذهب الشيعي في بلد أغلبية سكانه من السُنة، وقد يستجيب لكم ألف أو ألفان ثم يعاديكم باقي مسلمي البلد، وقد حدث ذلك في بعض الدول الافريقية ومنها السودان، وقال لي الشيخ محمد علي التسخيري ممثل الشيعة في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ان كلامك عن الشروط المطلوبة للتقارب الشيعي - السُني صحيح، وأنا لا يمكن أن أسكت عن نشر التشيع في العالم الاسلامي. وأدعو إلى التقارب الذي لايكون على حساب أهل السنة، والشيعة لديهم أموال ويجندون رجالا لنشر مذهبهم، عكس السنة الذين يجهلون حقيقة المذهب الشيعي. وعندما وجد الشيعة موقفي المعارض لهم بدؤوا يهاجمونني في السر ثم العلن، وشنوا عليّ الغارة، وأنا لا يهمني هجومهم علي، يهمني أن أكون صاحب حق، وأدعو لنشر الحق، وأنا أؤيد التقريب بين المذاهب الاسلامية، وأرفض أن يكون التقريب على حساب وضد مصلحة أهل السُنة، وقد أرسلنا في اتحاد علماء المسلمين أربعين داعية لمختلف الدول الافريقية وجاؤوا بتقارير نشرناها في كتاب عن «التشيع في افريقيا». وسجلنا موقفنا الرافض للتشيع، وعندما استضافت قطر ملتقى للتقارب بين السنة والشيعة،أعلنت في الملتقى أنه إذا كان الهدف أن يحضن بعضنا بعضا ويُقَبِل بعضنا بعضا ونعمل ضد بعض في الخفاء فهذا ضد التقارب.
تورط «حزب الله»
- بعد التباعد بين المذهبين الذي تعكسه أكثر من أزمة في المنطقة.. ما هو مصيرالتقارب السني - الشيعي؟، وهل وصل لطريق مسدود؟
- أهل السنة هم الغالبية العظمى من الأمة المسلمة، والشيعة هم فرقة من الفرق الإسلامية، منهم المعتدلون ومنهم الغلاة، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول «من صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا، وأكل ذبيحتنا فذلك المسلم الذي له ذمة الله وذمة رسوله، فلا تخفروا الله في ذمته» (رواه البخاري). وقد بذلنا جهدنا مخلصين في محاولة التقريب بين السنة والشيعة، ووضعنا شروطا معقولة حتى تنجح جهود التقريب، بعيدا عن المجاملات، لكن يبدو أنه كان لقادة إخواننا من الشيعة رأي آخر، فرأينا مشاكل في العراق، وفي أنحاء مختلفة من العالم، والآن في سوريا، التي تتولى الحرب فيها - مع القادة السوريين - إيران بكل قوتها، بسلاحها الذي تؤيد به السوريين المقاتلين، وبمالها الذي تجنيه من شيعة العالم، وبرجالها من الإيرانيين، ومن العراقيين، ومن اللبنانيين، ما يسمى «حزب الله»، هي تعتبر الدفاع عن بشار الأسد كالدفاع عن طهران، وتوقفنا عن محاولات التقريب هذه، حتى يقف قادة الشيعة مع أنفسهم وقفة للمحاسبة والمراجعة، وقبل هذه الوقفة تصبح جهود التقريب محاولات عبثية، ومجاملات إعلامية لا طائل من ورائها.
- ماذا عن «حزب الله»، وهل مازلتم ترونه حزبا مقاوما أم حزبا شيطانيا معادياً للسنة؟
- أعلنت رأيي من قبل في «حزب الله»، وقفنا معه في حربه ضد إسرائيل وأيدناه رغم معارضة كثير من العلماء، ووقفنا ضده ويجب أن نقف ضده عندما يتورط في قتل إخواننا السوريين الذين خرجوا يطالبون بحريتهم ضد نظام مستبد مجرم لا يتورع عن قتل مئات الآلاف من السوريين ليبقى بشار الأسد حاكما.
- كيف تنظرون إلى مواقف حسن نصر الله الأخيرة؟، وهل تؤيدون تسميته «حسن نصر اللات»؟
- أثبت حسن نصر الله بمواقفه الأخيرة أنه ينصر طائفته بالباطل، والجماهير المسلمة التي رفعت صوره في الحرب على لبنان هي التي أطلقت عليه هذا الاسم، وعلى «حزب الله» أن يراجع موقفه من الثورة السورية، ويعرف أنه يقف مع الظالم ضد المظلوم.
- من وجهة نظركم من يتحمل مسؤولية التباعد بين المذهبين؟
- للأسف الشديد «حزب الله» وقف موقفا محاربا للشعب السوري السني لم نكن نتوقعه، وسبق أن دافعت عن «حزب الله» عندما حارب إسرائيل،رغم معارضة علماء السعودية لموقفي وقد رددت عليهم مدافعا عن الحزب، ولكن تغير موقفي من الحزب بعد أن تغيرت مواقفه فأصبح يؤيد إيران في كل ماتراه وتقوم به وتتخذه من مواقف، غيرت موقفي عندما أصبحت إيران المدافع الأول عن نظام بشار الأسد، وساندته بالمال والرجال والسلاح. وسار «حزب الله» على درب إيران في موقفها المساند للحكم الظالم في سوريا، وهل يسعني أن أترك الشعب السوري الذي يطالب بحريته وكرامته فريسة لحاكم ظالم تؤيده إيران ويدعمه «حزب الله»؟، أليس من حق الشعب السوري أن يقول لا للحاكم الظالم، ومن حقه أن يختار رئيسه الذي يحقق له الحرية؟
اغتيال البوطي
- في إطار حديثنا عن الأزمة السورية يتهمك البعض بأن آراءكم وفتاواكم حرضت على قتل العلامة الشيخ رمضان البوطي..فما ردكم عليهم؟
- بالعكس أنا لم أفت بقتل الشيخ البوطي، وان كنت أختلف معه في آرائه، هو صديقي والتقينا في مؤتمرات اسلامية بالجزائر وغيرها وكنا على رأي واحد، في كثير من القضايا الفقهية والفكرية وخلافي معه كان بسبب تأييده لحكم بشار الأسد، وقد حاولت اقناعه بتغيير رأيه المؤيد لحكم طائفي ينتمي للمذهب النصيري، وكان يقول إن الأسد سُني وظل يدافع عنه حتى آخر يوم في حياته، وفي ظل دفاعه عن نظام يقتل شعبه كان لابد من وجود سوريين يختلفون معه، وكان خلافهم معه سببا في قتله، وإن كانت أصابع الاتهام تشير إلى أن النظام السوري هو من قام بتصفيته.
- كيف ترى تنامي دور الجماعات المتطرفة مثل «داعش» و«النصرة» على الساحة السورية؟
- أنا لا أحبذ دور هذه الجماعات، ولا أؤيده، وقناعتي أنه يجب تمكين الجيش السوري الحر من السيطرة على الأراضي السورية، ودعمه بكافة الوسائل المتاحة، وقد أيدت الائتلاف السوري الذي يضم كافة التيارات والمذاهب السورية.
تراجع الوسطية
- ولكن بعد تنامي دور «القاعدة» والتيار السلفي، والتنظيمات الأصولية المتطرفة على الساحة الإسلامية.. هل تلمسون تراجعاً لدور تيار الوسطية الذي تدعون إليه؟
- يريدون أن يتراجع دور الوسطية، لكن تيار الوسطية هو الغالب، وهو الباقي، ولا تعارض حقيقيا بين التيار السلفي الحقيقي وتيار الوسطية، فابن مسعود يقول عن الصحابة: من كان منكم متأسيا فليتأس بأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم؛ فإنهم كانوا أبرّ هذه الأمة قلوبا، وأعمقها علما، وأقلها تكلفا، وأقومها هديا، وأحسنها حالا، قوم اختارهم الله تعالى لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم، فاعرفوا لهم فضلهم واتبعوهم في آثارهم؛ فإنهم كانوا على الهدى المستقيم. وهم أصل السلف، وفي الأسبوع قبل الماضي استقبلت في مقر الاتحاد العالمي بالدوحة وفدا من ماليزيا يمثل مركز الوسطية فيها، وقد اتفق مع (مركز القرضاوي للوسطية والتجديد) في مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، على التعاون فيما بينهما. ومن قريب كان عندي مندوبون من (منتدى الوسطية) في الأردن، وكل يوم تزداد الوسطية ناسا جددا يؤمنون بها، يقوون القدماء، ويزيدونهم رصيدا وإيمانا. كما يزداد تيار الوسطية وضوحا ونضجا، بما يكتشف من آثار علمية، وما تقدم له من مجموعات بشرية.
القضية السورية
- بعيداً عن الوسطية نعود مرة أخرى للخوض في ملفات القضية السورية، واسمحوا لي أن أسألكم سؤالا يتردد على شفاه الكثيرين.. لماذا انقلبتم على بشار الأسد بعد أن زرتموه في دمشق وأشدتم بمواقفه؟
- قلت لك من قبل: إننا نشيد بالمحسن، ونعارض المخطئ، أشدت ببشار، رحب بي في دمشق واستقبلني استقبالا أزاح عني كل الغشاوات التي كانت تحول بيني وبين دخول سوريا، وفتح لي باب الحديث في الجامعات والجوامع والتلفاز وغيرها. وكذلك عندما قابلناه إبان الحرب على غزة التي قتلت إسرائيل فيها الفلسطينيين الأبرياء، واستقبلنا الرجل وقال كلاما قويا، فأشدنا به. وحين شبت الثورة السورية نصحناه برفق في البداية، وطلبت منه الاستجابة لمطالب شعبه، ولكن هل تتوقع مني أن أؤيده في قتل السوريين الأبرياء لمجرد أني أثنيت عليه من قبل؟!!.
عموما ألا يوجد في سوريا رجل وطني واحد محايد غير بشار، يتولى فترة انتقالية يشارك فيها الجميع، وينتقل البلد فيها من حكم الفرد إلى الحرية والديمقراطية؟ إن هذا لشيء عجاب.
- وهل ينطبق موقفكم أو فتواكم من إباحة قتل القذافي على كل حاكم يقتل شعبه؟
- لكل موقف حكمه، والقذافي حينها ارتكب من الموبقات في حق شعبه ما يندى له الجبين، وسلط المليشيات على المواطنين الأبرياء، قلنا: فتوى تبيح دمه لكل الفئات، وهذه حادثة عين لا يقاس عليها، والأصل أن يقدم المجرم لمحاكمة عادلة ناجزة يلقى فيها جزاء ما اقترفت يداه، والجرائم لا تموت، وبشار يقتل شعبه يومياً، ومن واجبه أن يتوقع ضربة من يمين، أو رمية من شمال ممن قُتل أبناؤهم أو آباؤهم أو إخوانهم، وهذه لا تحتاج إلى فتوى، وكذلك سيحاسب عاجلاً أو آجلاً، والسيسي سيحاكمه الشعب المصري، وإنا لمنتظرون.
الربيع العربي
- كنتم أحد المنظرين لثورات الربيع العربي..فهل تعتقدون أنه تم إجهاض هذا الربيع، ليصبح خريفا قبل الأوان؟
- هم يريدون إجهاض الربيع العربي في إجهاض مصر، لأنها القائدة والرائدة، ولذا يعمدون إلى ضرب ثورتها، لتضرب كل الثورات الأخرى، والشعب المصري البطل سيبطل كيدهم، ويفل حدهم. وقد أثبت هذا الشعب الكريم أصالة معدنه، وصبر على ملاقاة الجيش والشرطة والبلطجية، وقدم من قدم من الشهداء والمصابين والمسجونين والمصادرين، وهو مصرٌّ على أن يكون مع الحق ضد الباطل، «فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ» (آل عمران:146).
حراك البحرين
- باعتباركم من أكبر الداعمين للربيع العربي.. كيف تنظرون للحراك في البحرين؟،وهل تؤيدونه أم تعارضونه؟
- أنا لا أؤيد الحراك الطائفي الذي تقوم به جماعة تنتمي لمذهب أوحزب، وإنما أؤيد الحراك الشعبي الذي يقوم به الشعب بكل طوائفه، ورأيي أن الشيعة مثل السُنة،ولا أستطيع أن أقف مع الشيعة ضد السنة، ولا مع طائفة ضد أخرى، وأرى ان الجميع يجب أن يكون لهم موقف واحد يبحثون مستقبل بلدهم، ويسعون للحرية لكل الناس ولكل الطوائف لا لطائفة معينة.
زيارة القدس
- نستأذنكم الآن يا فضيلة الشيخ أن نطير معكم عبر صفحات الوطن إلى القدس، التي أفتيتم بتحريم زيارة المسلمين لها.. لماذا لاتعتبرون أن هذه الزيارات تمثل حالة من التواصل السياسي الداعم للمرابطين هناك، الذين يحملون على عاتقهم بمفردهم التصدي لعمليات تهويدها؟
- معارضتي لزيارة المسلمين من خارج فلسطين للقدس رأي قديم مازلت متمسكا به، وهو ليس رأيي وحدي وإنما هو رأي كثير من العلماء من بينهم علماء فلسطين، واتفقنا على أنه لايجوز لإسرائيل أن تعبث بالمسجد الأقصى، وتتحكم في دخول المسلمين إليه، وهي تحاول جاهدة لهدم المسجد الأقصى وتقسيمه كما فعلت في الحرم الابراهيمي، وتريد أن تضحك علينا بالسماح بزيارة القدس، وإذا كانت إسرائيل تحارب أهل القدس وتمنع الفلسطيينيين من الصلاة في الاقصى وزيارته، فكيف نساعدها على تحسين صورتها بمنح المسلمين من خارج فلسطين تأشيرات لزيارة الأقصى، ونريد أن نؤكد على أن المسلمين في داخل فلسطين وخارجها ممنوعون من زيارة الأقصى، وإسرائيل تريد ان تتخذ من زيارة المسلمين غير الفلسطينيين للقدس دعاية لها، وأنا لا أحب لمسلم أن يأخذ تأشيرة سيئة من إسرائيل لزيارة المسجد الأقصى، ونحن نحرم على أنفسنا زيارة القدس تضامنا مع اخواننا الفلسطينيين الممنوعين من زيارته والصلاة فيه، وفي الوقت نفسه نطالب الفلسطينيين في داخل الاراضي المحتلة وخارجها ان يزوروا الاقصى ويصلوا فيه ويعمروه ويرابطوا فيه لمنع إسرائيل من الاستيلاء عليه.
- ولكن ألا تساهم فتاواكم بمنع المسلمين من خارج فلسطين من زيارة المسجد الأقصى، في تهويده وتمكين إسرائيل من السيطرة عليه وتنفيذ مشاريعها في إطار مخططاتها الاستيطانية؟
- لا لن يساهم ذلك في تهويده. وهل زيارة مسلم غير فلسطيني للقدس ستمنع إسرائيل من تهويدها، وفي المقابل ندعو لدعم ومساعدة ومناصرة أهل القدس ليصمدوا في مواجهة المحتل الغاصب، وندعو لمناصرة المسجد الأقصى الذي يتعرض لاعتداءات يهودية كل يوم، كما ندعو لمناصرة البدو الفلسطينيين الذين يتعرضون للتهجير والطرد في صحراء النقب.
المخططات الإسرائيلية
- يتعرض المسجد الأقصى الآن لمرحلة فاصلة في تاريخه، وبات مهددا إما بالهدم أو التقسيم، ماهي رؤيتكم لمواجهة المخططات الإسرائيلية تجاه أولى القبلتين؟
- قضية فلسطين هي القضية المحورية الأولى للعرب والمسلمين، وإسرائيل تستغل انشغال العرب بقضاياهم الداخلية لتمرر مخططاتها الخبيثة، ونحن نوازن بين هذه القضايا، وننبه لها دائما، ونعمل مع غيرنا لمقاومة ما تقوم به إسرائيل، التي تريد أن تبتلع المسجد الأقصى لحساب إسرائيل، وأن تقسم المسجد الأقصى بينها وبين المسلمين، كما قسمت المسجد الإبراهيمي. ويأبى الله ذلك والمؤمنون والفلسطينيون، وأحرار العالم، وسيظل هذا المسجد هو مهوى أفئدة المسلمين في العالم، وهو الذي يجمعهم جميعا.
- رغم أنكم تدافعون عن الوسطية، إلا أن بعضهم ينتقدكم بأنكم منحازون لطرف فلسطيني ضد آخر فما تعليقكم؟
- لست منحازا لطرف ضد طرف،فكلهم إخواني وأبنائي وأحفادي. وندعو دائما للمصالحة بين كل الفلسطينيين، والأمور الهامشية لا تؤثر على هذا الهدف الأصيل. وإنما نقف ضد من يعمل على تفرقة الصف، وتأييد العنف. «ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون».
الخيانة العظمى
- كيف تردون على بعض الجهات المصرية التي تتهمكم بالخيانة العظمى والتخابر مع حماس، ووضعكم على قوائم المطلوبين قضائيا؟
-هذه اتهامات مضحكة، خيانة من، وتخابر مع من، ومن أجل ماذا؟ كيف يتهم العملاء العلماء؟، وهذه تهم لا تقال إلا في إسرائيل. اكتشف الانقلابيون أن يوسف القرضاوي وهو في الثامنة والثمانين من العمر خائن ويتخابر مع حماس!! أنا لا أقضي في مصر إلا شهرين في السنة، بين بيتي في القاهرة وفي الإسكندرية، ولم أزر غزة إلا في السنة الماضية، فكيف أتخابر مع حماس؟ وكيف أتخابر مع حماس وأنا أتعامل جهارا نهارا، كل شيء بيني وبينهم مكشوف، ليس هناك شيء خاف حتى نتخابر فيه، ولكن إذا كان رئيس الجمهورية الشرعي المنتخب الدكتور محمد مرسي متهما بالتخابر مع حماس، فلم لا يتهم يوسف القرضاوي بمثل تلك التهمة؟!
الاتحاد العالمي
- بعيداً عن الاتهامات نسمع الكثير من الإشاعات التي تتردد في الخارج بين فترة وأخرى عن استقالتكم أيضاً من رئاسة الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.. فما حقيقة هذه الاشاعات؟، ومن الذي سيخلفكم في الرئاسة؟
- لا صحة لما تردد عن استقالتي من رئاسة الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، والبعض خلط - بسوء نية أو بحسن نية لا أدري - بين هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف التي استقلت منها، اعتراضا على موقف شيخ الأزهر من الانقلاب، وبين الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وأي موقف أتخذه أعلنه في وسائل الإعلام، والأمر لا يحتاج إلى إشاعات، ولعل المعارك الكثيرة التي أخوضها شخصيا، ويتبناها الاتحاد، هي التي خلقت لنا عداوات كثيرة، فأنصار النظم البائدة في بلاد الربيع العربي، يعتبرون القرضاوي خصما لهم، ومن ثم لا يتورعون عن فعل أي شيء للنيل منه، وأبسط هذه الأمور اختلاق الاشاعات في حق القرضاوي.
- هل أزعجكم منع أكثر من ثلثي أعضاء مجلس أمناء الاتحاد من حضور الاجتماع الأخير؟
- هذا الكلام غير صحيح، فمجلس الأمناء انعقد بأكثر من ثلثي أعضائه، ولم يتم منع أي عضو من الأعضاء، إلا من حالت ظروفه الشخصية، أو ظروف بلده من الحضور، كحال إخواننا في مصر، فبعضهم معتقل، وبعضهم ممنوع من السفر، وبعضهم مطارد. وعلى كل حال فمجلس الأمناء مشكل من دول العالم كلها، ولا تبلغ النسبة التي لم تتمكن من الحضور بأي حال الثلث، وليسوا كلهم من مصر.
- بصراحة، بل بمنتهى الوضوح والصراحة.. ألا تعتقدون أن نائبكم الشيخ عبد الله بن بيه استقال من منصبه احتجاجا على انحراف «الاتحاد العالمي»، عن اهدافه ومساره، بعدما صار طرفا تحريضيا في كثير من الأزمات؟
- الشيخ عبد الله بن بيه عالم جليل، وأخ كريم كبير، وهو صديق حميم لي منذ زمن طويل، ولهذه الصداقة لم يتقدم لي بالاستقالة، وأنا الرئيس، ولكن تقدم للأمين العام د. القره داغي، والشيخ ابن بية مقدر ومحترم سواء كان داخل الاتحاد، أو استقال منه، وقد نشر الرجل استقالته في وسائل الإعلام، وذكر أسبابه، ويمكن توجيه السؤال له.
فشل الإسلاميين
- بل أريد توجيه هذا السؤال اللاحق لكم باعتباركم رئيسا للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وسبق لكم الفوز بجائزة شخصية العام الإسلامية قبل أكثر من عقد من الزمن.. ما أسباب فشل الإسلاميين في تونس وليبيا، وغيرهما؟
- الإسلاميون لم يفشلوا في تونس ولا ليبيا، ولا حتى في مصر، إنهم - كما يرى أهل البصيرة - يحققون نجاحات متفاوتة، ولا يتصور أن تعالج مشكلات عقود في سنة واحدة لم تجد تعاونا كافيا، الأمر يحتاج لبعض الوقت، وتعاون من الأحزاب والتيارات المختلفة، لأن نجاح من هم في الحكم الآن ليس نجاحا للإسلاميين، بقدر ما هو نجاح للثورة ضد الثورة المضادة، التي تريد إعادة عقارب الساعة للوراء، وتستعين بأهل المال المفسدين، وبجماعة مبارك، وبالبلطجية المجرمين على الشعب المصري الشريف، الذي يسمن هؤلاء وهو مهزول.
خادم الأمة
- شيخنا الجليل إمام الأمة.. أصل معكم الآن إلى محطة سؤالي الأخير الذي أطرحه عليكم انطلاقاً من خلو منصب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين بعد اعتقال وسجن محمد بديع، فهل تقبلون تولي هذا المنصب في حال ما عرضه إخوانكم عليكم؟
- لقد استعفيت من جماعة الإخوان المسلمين من عقود، لأكون خادما للأمة كلها، وقد عرض علي هذا المنصب من قبل عدة مرات، بعد الأستاذ الهضيبي، وبعد الأستاذ التلمساني، ومن الأستاذ مأمون الهضيبي في عهد ولايته، ولكني اعتذرت، وفي رجال الإخوان من يقوم بهذه المهمة خير قيام، أفضل مني.
- شكرا شيخنا الجليل على سعة صدركم وإجاباتكم على أسئلتي رغم مافيها من استفزاز صحفي، وأشكركم على كرم الضيافة وحسن الاستقبال، كما أشكركم على أن أعطيتموني الفرصة لإجراء حوار صحفي غير مسبوق معكم في هذه المرحلة الدقيقة، والتي تمر بها أمتنا الإسلامية، لأطرح عليكم ما يشغل اهتمامات المواطن العربي، المسلم وغيره.
- الشيخ القرضاوي: أنا شاكر لك يا أخ أحمد علي، وأسأل الله تعالى أن يوفقك، ويجعلك من أقلام الحق، الذين ينصرونه، ويساندون العدل ضد الباطل والشر، ويسعون للخير، فليس هناك أفضل للإنسان من أن يكون ناصرا للحق، مقاوما للباطل، «والله يحق الحق بكلماته ولو كره المجرمون»، وشكر الله لك وجزاك خيرا.
ــــــــ
* مدير تحرير صحيفة الوطن القطر
No comments:
Post a Comment