28 June 2009
DrYusufQaradawi
صراع القرضاوي مع الشياطين على مسرح قطر
القرضاوي مع فريق العمل أثناء البروفات
أحمد عبد السلام –
إنه أخطر على الإسلام من الصهاينة والأمريكان.. معادٍ للسلفية.. معادٍ لآل البيت.. ضد الحضارة.. معارض لحقوق المرأة".. نماذج من اتهامات وافتراءات عدة توجه ضده من كل حدب وصوب، من الداخل والخارج، من قبل شياطين الإنس الذي وسوس لهم الشيطان للنيل من الشيخ يوسف القرضاوي. ويدافع الشيخ عن نفسه ومنهجه "الوسطية" برفق وحلم ليفند حججهم ويدحض اتهاماتهم، وعندما يفشل الشيطان في النيل من الشيخ، لا يجد وسيلة سوى اغتياله للقضاء على فكره ومنهجه.
ولكن الشيخ ينفض عنه رصاص الغدر، ويدخل التاريخ، ويوجه رسالة للعالم أجمع -من قلب التاريخ- يعلن فيها مجددا خيبة أمل الشيطان، وأنه ما زال باقيا، قائلا: "يوسف لم يمت.. يوسف باقٍ برغم ألاعيب الشيطان.. دعوني أسأل إبليس وكل أبالسة الدنيا، أيموت العلماء؟! غباء أن يعتقد أن القتل يميت العلماء.. العالم يبقى ما شاء الله.. عمر العالم ليس كأعمار الناس قصير.. العالم يحيا ألف سنة، ألفين، ثلاثة آلاف.. إلى ما شاء الله".
وبهذه الكلمات يسدل الستار، معلنا انتهاء مسرحية "القرضاوي.. رجل بأمة" الذي يستعد مركز شباب الدوحة لتقديمها على مسرح قطر الوطني يومي 24 و25 يونيو 2009، تكريما لإمام الوسطية، ومن المقرر إعادة عرضها ضمن احتفالات دولة قطر باختيار الدوحة عاصـمـة للثقافـة العـربـيـة عام 2010.
وتعد هذه سابقة في تاريخ المسرح العربي والإسلامي، أن يتم تناول حياة أحد العلماء وشيوخ الإسلام وهو لا يزال حيا.
المحاكمة
وأوضح الشيخ عبد السلام البسيوني -مؤلف المسرحية- في تصريحات خاصة لـ"إسلام أون لاين.نت" أنه تمت معالجة المسرحية عن طريق محاكمة للشيخ يكون فيها مجموعة من البشر من الناقمين والحاقدين هم من شياطين الإنس يوسوس لهم إبليس مهاجمة الشيخ بهدف النيل منه وإبعاده عن العمل الدعوي، ويأتي الهجوم في شكل اتهامات تكال للشيخ، تبدأ المرحلة الأولى من داخل المحيط الإسلامي والعربي فتكال له اتهامات من قبيل أنه "أخطر على الإسلام من اليهود والنصارى، معادٍ للسلفية، معادٍ لآل البيت"، وهنا يفند الشيخ كل اتهام ويرد عليه بالدليل والبرهان، وعندما يدحض كيدهم يبرئه القاضي.
تنتقل المحاكمة من الدائرة العربية والإسلامية إلى المحافل الدولية، وتكال له اتهامات من قبيل: "أنه ضد الحضارة، وضد حقوق المرأة"، فيبرأ أيضا.
وعندما تفشل تلك المحاولات، لا يجد إبليس بدا إلا من محاولة اغتيال الشيخ "فكرا وجسدا ورمزا"، ولكن في نهاية المسرحية ينتفض الشيخ، مؤكدا أن العالم لا يموت بالاغتيال وإلا كان مات سيد قطب أو حسن البنا أو ابن كثير، مشيرا إلى أن العالم عمره لا ينتهي بقضاء أجله.
وشدد الشيخ البسيوني على أن المسرحية تأتي تكريما للعلم والعلماء في شخص القرضاوي، فالعلماء هم شموس الأمة، والعالم ليس مقدسا، ولكن يجب ألا يكون "حائط مائل" تناله سهام الحقد والنقد لكل من هب ودب.
وأوضح الشيخ البسيوني أن المسرحية لا تتناول حياة الشيخ كسيرة ذاتية، فهذا ليس هم المسرح، وإنما تتناول جانبا مهما في حياته، تتكلم عن واقع نحياه من هجوم أشخاص على الشيخ القرضاوي دون أن يعرفوا قدر العالم ولا قدر العلم، وفي الوقت نفسه تبرز عناصر التميز والسماحة والرفق في شخصية القرضاوي.
وفي إطار هذا تبين جوانب التميز والرفعة التي سيخلده بها التاريخ، منها الموسوعية، والرفق، ومواكبة العصر، وانفتاحه على جميع التيارات الإسلامية.
وكشف البسيوني عن أنه كان قد سمى المسرحية "القرضاوي شهيدا"، ولكن مخرج العمل ارتأى تغييرها إلى "القرضاوي.. رجل بأمة".
تكريم
وفي هذا السياق أوضح سالم الجحوشي مخرج المسرحية أنه اختار اسم "القرضاوي.. رجل بأمة" للتعبير عن قيمة هذا الرجل للجميع.
وبين في تصريحات لـ"إسلام أون لاين.نت" أن المسرحية عبارة عن صراع بين كارهي الوسطية والشيخ، فهي تبرز الصراع الذي قاده الشيخ ضد الأفكار الهدامة والهجوم الذي تعرض له بسبب آرائه.
وتابع: "فالمسرحية تناولت خطا واحدا في حياة الشيخ يلامس الهجوم الذي تعرض له، ففكرنا في وسيلة ندافع بها عنه، برغم أنه لا يحتاجنا، ولكن هو تقدير لمسيرته وقيمته بالنسبة لنا وللأمة".
وبين أن فكرة المسرحية جاءت بعد أن مرض الشيخ في إحدى المرات واشتد به المرض، وحينها عرفت من الشيخ عبد السلام البسيوني أنه ينوي كتابة شيء عنه فيلم أو مسلسل فقلت له بأن المسرح أولى بعمل كهذا، وهكذا بدأت الفكرة.
فصل واحد
بدوره رأى الفنان المصري وجدي العربي والذي سيمثل شخصية الشيخ يوسف القرضاوي في المسرحية أن شخصية كشخصية القرضاوي يجب أن ترى تكريما في حياتها.
ولكنه أكد في تصريحات لـ"إسلام أون لاين.نت" أن المسرحية ليست استعراضا للسيرة الذاتية للشيخ القرضاوي بقدر ما هي توضيح للرجل كإمام للوسطية.
وبين أن المسرحية هي فصل واحد قرابة ساعة وثلث، تدور على شكل محاكمة ممن يدعون أنهم أصحاب فكر ودين، وأنا أشرف بالرد عليه في شخص الشيخ القرضاوي.
وردد العربي الكلمات، التي من المفترض أن يقولها في نهاية المسرحية، مشيرا إلى أنها تحوي رسالة مهمة، لكل من تسول له مهاجمة العلماء لاغتيالهم فكريا، وهي: "دعوني أسأل إبليس وكل أبالسة الدنيا، أيموت العلماء؟! غباء أن يعتقد أن القتل يميت العلماء.. العالم يبقى ما شاء الله.. عمر العالم ليس كأعمار الناس قصير.. العالم يحيا ألف سنة، ألفين، ثلاثة آلاف.. إلى ما شاء الله".
كما أشار العربي إلى أن المسرحية يتخللها لقطات سينمائية لعرض أجزاء من حياة الشيخ، ومنها أسفاره الكثيرة حول العالم.
وإلى جانب العربي يشارك بالمسرحية عدد من الفنانين القطريين والعرب، منهم: علي المالكي، ومحمد حسن، وعبد الله البكري، وأحمد عفيف، وعلي الخلف.
وكان القسم المسرحي بمركز شباب الدوحة قد قدم العديد من المسرحيات التي تنتهج نفس الخط الفني الهادف من أهمها: مسرحية (الأعظم) عن رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، ومسرحية (واإسلاماه) عن حياة الشيخ العلامة ابن تيمية، ومسرحية (مشاعل ومشاعر) عن حياة الدكتور الشاعر القطري محمد قطبة.
نقلا عن موقع إسلام أون لاين
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment