15 February 2009
TUKARTAWANAN
Asww.
ما زال الغموض يكتنف الموعد النهائي للإعلان عن التهدئة بين الفصائل الفلسطينية والكيان الصهيوني؛ ففي الوقت الذي أكد المركز الفلسطيني للإعلام القريب من حركة حماس أن التهدئة سيتم الإعلان عنها فجر اليوم الإثنين، استبعدت وزارة الخارجية المصرية الإعلان عن سريان التهدئة خلال الساعات القادمة، إلا أنها لم تستبعد على لسان المتحدث باسمها السفير حسام زكي أن يتم الإعلان عن سريان التهدئة خلال اليومين القادمين.
وأكد زكي في تصريحات خاصة أن الجانب المصري يبذل جهدًا كبيرًا مع الجانب الصهيوني لإنهاء الملفات العالقة، إلا أنه رفض في الوقت نفسه الحديث عن الضمانات التي ستقدمها مصر للجانب الفلسطيني للمضيِّ قدمًا في حال التوصل لاتفاق تهدئة، مؤكدًا أن كل القضايا ستُعرف في وقتها.
وكانت مصادر فلسطينية قد توقعت أن يتم الإعلان عن سريان التهدئة فجر غدٍ الإثنين بعد أن كان مقررًا أن يتم إعلان الاتفاق أحد يومي السبت أو الأحد.
من جانبه أكد أسامة حمدان ممثل حركة حماس في لبنان أنه حدث اتفاق كامل بين حماس ومصر حول تفاهمات التهدئة، وأنه وأثناء البحث عن الصياغات النهائية حدث هناك تراجع صهيوني وصفه حمدان بأنه نوع من المماطلة بهدف تحقيق مكاسب في اللحظات الأخيرة.
في إطار متصل عبرت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس عن رفضها إتمام صفقة تبادل للأسرى مع الاحتلال الصهيوني "لا تتضمن كبار الأسرى الفلسطينيين في السجون الصهيونية"، وقالت على لسان المتحدث باسمها "أبو عبيدة" "إذا كان العدو معنيًّا بإتمام الصفقة فعليه أن يلتزم بالإفراج عن كل القائمة التي وضعناها".
ورفض "أبو عبيدة" الخوض في التفاصيل بخصوص صفقة التبادل، مشدِّدًا على أن "كتائب القسام لن تقبل بإتمام الصفقة دون الإفراج عن كبار القادة، وعلى رأسهم: أحمد سعادات الأمين العام للجبهة الشعبية والقادة في كتائب القسام عبد الله البرغوثي وإبراهيم حامد وعباس السيد".
كما عبر "أبو عبيدة" عن رفض الكتائب ربط ملف صفقة الأسرى بأي من الملفات الأخرى كالتهدئة أو فتح المعابر، وأضاف: "نحن نؤكد أن موضوع صفقة التبادل لها مسار مستقل ومختلف تمامًا عن موضوع التهدئة واستحقاقاتها، ولن نقبل بالربط بين هذين الملفين، ولن يستطيع العدو أن يبتزنا".
وكان وزير الأمن الداخلي الصهيوني آفي ديختر قال في تصريحات له: إن الكيان الصهيوني سيفرج عن عدد كبير من كبار الأسرى الفلسطينيين مقابل استعادة الجندي الصهيوني جلعاد شاليط، لكنه بيَّن أن الكيان يرفض- في حال أفرج عن أحمد سعادات وقادة كتائب القسام عبد الله البرغوثي وإبراهيم حامد وعباس السيد- العودة إلى بلادهم.
وكان رئيس الوزراء الصهيوني المستقيل إيهود أولمرت ووزير الحرب إيهود باراك ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني، وهو ما يسمَّى بالمطبخ السياسي المصغَّر؛ قد انتهوا إلى بلورة اقتراح صهيوني للتهدئة واتفاقية تبادل الأسير الصهيوني بأسرى فلسطينيين، يطرح على طاولة المجلس الوزاري المصغر هذا الأسبوع، وملخصه صفقة الأسرى أولاً، وبذلك قلب الكيان الطاولة رأسًا على عقب، وأعاد خلط أوراق المبادرة المصرية للتهدئة.
ومن المقرر أن تعرض الحكومة الصهيونية ترتيبًا مغايرًا للاقتراح المصري؛ بحيث تكون صفقة تبادل الأسير جلعاد شاليط بأسرى فلسطينيين هي المرحلة الأولى من أي اتفاق، وألمحت مصادر صهيونية إلى أن التعامل مع صفقة التبادل سيكون عاجلاً ولن يستغرق وقتًا طويلاً.
ونقل موقع (فلسطين اليوم) الناطق باسم حركة الجهاد الإسلامي أن أولمرت قال في الجلسة: قبل كل شيء عودة شاليط ومن ثم فتح المعابر.. أولاً إطلاق سراح شاليط وبعد ذلك يتم بحث كافة القضايا الأخرى، وبذلك جدد أولمرت تأكيد التصريحات التي صدرت يوم أمس من مكتبه؛ التي أكدت أن إنهاء ملف الأسير الصهيوني هو شرط لفتح المعابر.
ولم يتناول مجلس المطبخ السياسي الأمني المصغر جدولاً للمواعيد لتقديم الاقتراح إلى المجلس الوزاري المصغر، ومن المتوقَّع أن تُعقد الجلسة هذا الأسبوع، وتفيد تقديرات مراقبين صهاينة بأن الكيان سيضطر لإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين وفتح المعابر ثمنًا للتهدئة ولإطلاق سراح الجندي الأسير شاليط.
وأشارت مصادر أمنية صهيونية طبقًا لـ(فلسطين اليوم) إلى أن الصفقة المتوقعة ستشمل في المرحلة الأولى فتح المعابر بشكل جزئي وإطلاق سراح أسرى فلسطينيين من قائمة حماس، والتي لم تصادق لجنة الإفراجات برئاسة حاييم رامون على كافة من وردوا فيها، وتوقعت المصادر أن يشهد هذا الملف دفعًا قويًّا في الأيام القريبة القادمة.
وحسب المصادر الأمنية ذاتها فإن في المرحلة الثانية سيتم فيها نقل الأسير الصهيوني إلى مصر في مقابل أن يقوم الكيان بإطلاق سراح 550 أسيرًا فلسطينيًّا (من المستوى المتوسط) في إطار ما سماه "بادرة حسنة" تجاه الرئيس المصري حسني مبارك.
وفي المرحلة الثالثة وبعد استلام الأسير من مصر تُفتح المعابر بشكل كامل ويتم إطلاق سراح 400 أسير فلسطيني من ذوي المحكوميات الخفيفة، معظمهم مسنون ونساء وفتيان، وحسب المصادر عدد الأسرى الفلسطينيين في الصفقة سيكون ما بين 1200 إلى 1400 أسير.
كما يطالب الكيان من حماس في الاتفاق بالتعهُّد بوقف إدخال السلاح لقطاع غزة، ووقف إطلاق النار، وستطالب مصر بضمانات لموافقتها على فتح معبر رفح، ولكي يردع الكيان مصر عن فتح معبر رفح اعتبرت مصادر صهيونية أن فتح معبر رفح سيشكِّل تغييرًا للواقع الجغرافي والأمني في المنطقة، ويلقي على عاتق مصر مسئولية ما يحدث في قطاع غزة.
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment