04 January 2009
SURATTERBUKA
Asww.
سيادة الرئيس.. إنني أُخاطبك اليوم كواحدٍ من أبناء هذه الأمة.
إنني أخاطبك اليوم كواحدٍ من أبناء هذه الأمة الغيورين على دينهم، والعاشقين لوطنهم حتى الثمالة، والفخورين بانتمائهم لمصرنا العظيمة عبر التاريخ، لقلب العروبة النابض، أحدثك وكلي أملٌ أن يصلك صوتي قبل فوات الأوان.
إن ثمةَ محاولة مشبوهة يقودها اليهود لتقويض دور مصر في المنطقة العربية وإحراجها، ولإقصائها عن الساحة، ولتشويه معالم هذه الدولة العظيمة، وإلا فبماذا تفسِّر تلك المذبحة بعد الوعود التي حصلت عليها حماس من القيادة شخصيًّا؟!
سيادة الرئيس.. لن يغفر التاريخ لك ولمصر حكومةً لا شعبًا ذلك الموقف؛ فهلمَّ إلى تدارك الموقف، وتعديل المسار.
إن دماءَ الفلسطينيين التي أُسيلت ستشهد أمام الله عزَّ وجل على صمتنا تجاه ما يحدث.. لم يَعُد في العمر مثل ما مضى، والتاريخ كما أنه لا يغفر للمتهاونين فإنه في نفس الوقت لا ينسى أصحاب المواقف المشهودة، وسوف يُسجِّلها بأحرفٍ من نور.
استجابةً لصرخاتِ الأطفال، وصيحات الثكالى، ودموع المصريين في كل بيتٍ وحارة وشارع، ومدينة وقرية ونجع.. استجابةً لدعوات المصلين، واستغاثاتِ الملهوفين نناشدك الله في إخواننا في غزة.
إن كانت دهاليز السياسة تقتضي ألا تفعل فلتفتح الحدودَ أمام شبابِ الإسلام ليجاهدوا حتى النصر أو الشهادة، وإذا كان حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي رواه عبد الله بن عمر: قال: سمعت الرسول محمد يقول: "كلكم راعٍ وكلكم مسئولٌ عن رعيته: الإمام راعٍ ومسئولٌ عن رعيته، والرجل راعٍ في أهله وهو مسئولٌ عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها، والخادم راعٍ في مال سيده ومسئولٌ عن رعيته، وكلكم راعٍ ومسئولٌ عن رعيته" أصلاً في الشريعة الإسلامية، فأنت مسئولٌ عنَّا أمام الله، والرعية تُطالبك بحقِّ هذه المسئولية بإغاثة إخواننا وتقديم العون لهم بكل ما أُوتينا من قوة.
إن الحكم في الإسلام تكليف، وإنه عقد التزام وتوكيل، وإن الحاكمَ في الإسلام مكلفٌ ومسئول، وعليه الوفاء بما التزم به أمام الله والأمة التي وكَّلته.
لقد ربط الله عزَّ وجل بين المسلمين برابطة الإسلام، وجعلهم كالجسد الواحد؛ إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، وما نراه اليوم من تكالب الأعداء على أمة الإسلام، ومن تكالب اليهود على إخواننا في غزةَ وتداعيهم عليها كتداعي الأكلة إلى قصعتها، ليؤذن باتحاد المسلمين وتعاطفهم وتراحمهم فيما بينهم، ولعلَّ الفرصةَ سانحة لنُخرس الألسنة، ولنعلن للدنيا أننا جميعًا في خندقٍ واحد؛ دفاعًا عن شرف الأمة، وعن عزها.
ما قيمة العتاد إن لم يوجَّه إلى صدور الأعداء؟! ما قيمة الجيوش الجرارة إن لم تقل كلمتها حين يجد الجد ويحمى الوطيس؟! ما قيمة الحياة إذا لم تكن عزيزةً؟! لَطَعمُ الحياة بالحنظل أطيب ألف مرة من حياةٍ تغيب فيه القيم، ويعز فيها النصير.
إن حماس يا سيادة الرئيس هي صمام أمان مصر أمام مكر اليهود القابعين على الحدود، والخبثاء المُتخفِّين داخل الحدود.. إنها ليست خطرًا على مصر، بل الخطر كل الخطر في القضاء عليها.. إنها شوكةٌ في حلوق اليهود، ولو استطاعوا استئصالها لفعلوا، لكنَّ الله الغالب جعلها تقود الجهاد.
أذكركِّم بمسئوليتنا التاريخية تجاه فلسطين، فلسطين العروبة، فلسطين الإسلام، فلسطين الأخوة في الدين، والنسب، والعرق، وحق الجوار.
لن نزجَّ بأنفسنا في ساحةِ الوغى كما يُصوِّر أصحاب الأقلام المغرضة، ولن نرميَ بجيشنا إلى التهلكةِ كما يدَّعي البعض، لكننا نقول لليهود نحن هنا.
أخشى أن يكشفَ التاريخ سوءة الأمة وهي تطأطئ رأسها، وتغض طرفها عن إخوانها.. لقد اشترينا رضاء اليهود بغضب ربِّ الأرض والسماء.
اللهَ اللهَ يا سيادة الرئيس في إخواننا.. افتح الحدود وخَلِّ بيننا وبين إخواننا؛ ننصرهم ونحميهم ما نصرنا وحمينا أبناءنا، ووطننا.. ﴿كَتَبَ اللهُ لأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ (المجادلة)، ﴿أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ﴾ (الحج: 39).
اللهم ارفع مقتك وغضبك عنا، والحمد لله رب العالمين.
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment