25 January 2008

HIKMAH


Asww. UMMAT ISLAM MEMPUNYAI SEJARAH YANG INDAH SALAH SATUNYA HIJRAH
إن للأمة الإسلامية أحداثًا وذكرياتٍ لها أعظم الأثر في حياتها، تنعم بخيرها وتسعد بتذكرها، وتترك آثارها الصالحة عند مَن يفهم الغرض منها، وقد سجَّل لنا التاريخ هذه الأحداث؛ لنتعلم منها ونعتبر بها، إذ أن تاريخ الأمة هو ذاكرتها الحية، ومستودع تجاربها ومعارفها، فعلى المسلمين أن يذكروا تاريخهم الحافل، ويعوه جيدًا ولا ينسوه، وإلا دفعوا ثمنَ نسيانهم من استقرارهم ومكانتهم.

إن هذه المناسبات والذكريات مليئة بالعظات والعبر والدروس النافعة حتى صارت محطات سنوية للتذكر والتوعية، وتعبئة القوى الروحية والخلقية التي نحتاج إليها جميعًا، وهي كذلك أطياف إيمان تجدد فينا الحيوية والنشاط، والعزيمة والإرادة.



د. محمد بديعوحدثُ الهجرةِ غيَّر مسيرةَ التاريخ، وتجلَّت فيه قوة العزيمة، وكمال الشجاعة، وصدق الإيمان، ونهاية التضحية، وحب الإيثار، لقد كانت الهجرة مؤشرًا لانطلاق الدعوة، التي ظلَّت حبيسةً في أرضٍ حسب أهلها أن انتهاك الحرمات إقدام، والنيل من المستضعفين جرأة وشجاعة؛ ولذلك كانت أكبر أحداث التاريخ البشري بلا مبالغة، بل أعظم هجرةٍ في تاريخ النبوات جميعًا من حيث النتائج والآثار، ومن حيث التفاعلات التي تولَّدت عنها، والأحداث التي تعاقبت بعدها، وترتبت عليها.

وبذلك كان يوم بدر وفتح مكة وما تبعه، وتطهير الجزيرة العربية من أرجاس اليهود والشرك، وإسلام العرب، ودخول الناس في دين الله أفواجًا، وتقويض ممالك الفرس والروم، ووصول الإسلام إلى الصين شرقًا والأندلس غربًا؛ كل هذا وأكثر منه سيظل مدينًا بقدرٍ كبيرٍ لهذه الهجرة النبوية المباركة.

استشار عمر في التأريخ فأجمعوا على الهجرة
ولأهمية الهجرة المباركة ومكانتها بين الأحداث الإسلامية أرَّخ المسلمون بالهجرة كمعلمٍ بارزٍ في تاريخ الدعوة.

وذكروا في سبب عمل عمر- رضي الله عنه- التأريخ بالهجرة "أن أبا موسى كتب إلى عمر: أنه يأتينا منك كتبٌ ليس لها تاريخ، فجمع عمرُ الناس، فقال بعضهم: أرِّخ بالمبعث، وبعضهم قال: أرِّخ بالهجرة، فقال عمر: الهجرة فرَّقت بين الحقِّ والباطل، فأرَّخوا بها؛ وذلك سنة سبع عشرة، فلمَّا اتفقوا، قال بعضهم: ابدءوا برمضانَ. فقال عمر: بل بالمحرم فإنه منصرفُ الناسِ من حجهم، فاتفقوا عليه".

لقد تجلَّى فقه الصحابة- رضوان الله عليهم- في هذه الموازنة الفذَّة بين الأحداث، ثم اختيار الهجرة بذاتها لتكون عنوانًا ورمزًا للتاريخ الإسلامي، إذ إنهم اعتبروا الهجرةَ بدايةَ وجودهم الحقيقي في هذه الحياة، لقد كان هذا العمل منهم فهمًا عميقًا لرسالتهم؛ لأن الهجرةَ كانت عملاً غيَّر الله به وجه التاريخ الإنساني بعد أن مال ميلاً عظيمًا، ودفع به إلى وجهته الصحيحة مستقيمًا غير ذي عوج.

لقد أَذِنَ الله تعالى- بهذه الهجرة- أن تقوم في المدينة دولة الإسلام، فحمت المؤمنين من عربدة الجاهلية، وحققت حكم القرآن في واقع الحياة، وجعلت الإسلام حقيقة بارزة ترى وتسمع في الأرض، وأقامت المجتمع الإسلامي نموذجًا متفردًا بين الأمم جميعًا، وغدت قاعدة الإسلام وداره التي يأوي إليها المعذبون في الأرض، فيجدون الأمنَ والإيمان، ويتعلمون الدين ويتزودون بالفضائل والأخلاق، ثم يخرجون إلى أطراف الأرض دعاةً وهداةً.

الهجرة والأخذ بالأسباب المشروعة والتأييد الإلهي
إنَّ الهجرةَ يتجلى فيها التعامل مع الأسباب؛ لأن ذلك من الدين، إذ الأسباب ما هي إلا أدوات للقدرة العليا، ومفاتيح لخزائن رحمة الله عزَّ وجل، إنَّ مَن تأمَّل الهجرةَ ورأى دقةَ التخطيط فيها ودقة الأخذ بالأسباب من ابتدائها إلى انتهائها، يُدرك أن التخطيط جزءٌ من السنة النبوية، بل هو جزءٌ من التكليف الإلهي في كل ما طُولب به المسلم، ولا بد أن نعلم أن هذه العبقرية في التخطيط، ما كان بها وحدها يكون النجاح، لولا التوفيق الإلهي، والإمداد الرباني، فالهجرة جرى فيها القدر الإلهي من خلال الأخذ بالأسباب البشرية.

وعلى العاملين للإسلام بذل وسعهم أولاً، ثم يتركون النتائج لله في ثقةٍ ويقين، وليعلموا أن المسافةَ بين واقعنا وبين نصر الله، هي نفس المسافة بين ما يبذله كل واحدٍ منا في واقعه من جهدٍ وأقصى جهدٍ يستطيع كلٌّ منا أن يبذله، إن الله لا ينصر المفرطين، وإذا تكاسلت عن أداءِ ما عليك وأنت قادر، فكيف ترجو من الله أن يُساعدك، وأنت لم تساعد نفسك؟.

ويظهر التأييد الإلهي في أكثر من موقفٍ في الهجرة: إخبار جبريل عليه السلام للنبي- صلى الله عليه وسلم- بمكيدةِ قريش لقتله، وأمره ألا ينامَ في مضجعه تلك الليلة، قائلاً له: "لا تبت هذه الليلة على فراشك الذي كنتَ تبيت عليه"، وخروجه صلى الله عليه وسلم من بين أيديهم وهم لا يرونه، وحماية الله وحفظه لنبيه- صلى الله عليه وسلم في- الغار.

ويلاحظ أنها جاءت بعد أن أخذ الرسول- صلى الله عليه وسلم- بكافة الأسباب المتاحة، وهذا شأن المؤمن مع الأسباب ثم يتوكل- بعد ذلك- على الله؛ لأن كل شيء لا قيامَ له إلا بالله، فالنبي- صلى الله عليه وسلم- خطَّطَ ودبَّرَ للهجرة، وأخذ بكل أسبابها الممكنة للبشر، في المكان والزمان، والدليل، والراحلة، والصاحب، والاتجاه، والزاد، والغار، والخروج بليل، وتسجية علي- رضي الله عنه- على فراشه صلى الله عليه وسلم.. كل ذلك مع توكُّله المطلق على ربِّه ومولاه الذي كان يجري له الخوارق بعد استفراغ غايةِ الجهد؛ ولذلك قال لصاحبه: "لا تحزن إن الله معنا"، ولم يقل: لا تحزن إن خطتنا محكمة- وهي بالفعل محكمة- لكنَّ الأمرَ كله لله من قبل ومن بعد.

الثقة في نصر الله
وأصحاب الدعوات لا ينظرون إلى الأمور على ضوء الحاضر المؤلم، والآفاق المظلمة، الحاضر الذي يحكم فيه الحصار حول الدعوة والتضييق على الدعاة؛ لأن ثقتهم في وعدِ الله رغم العقبات تجعل هذه العقبات هباءً منثورًا، وهذا اليقين هو الذي نَطَقَ به صلى الله عليه وسلم وهو يسوق هذه البشرى لسراقة بن مالك: "كيف بك إذا لبست سواري كسرى".

الجميع أسهم في صنع الهجرة
بالهجرة أصحبت الأمة قوية، وكانت الهجرة بدايةَ القوة عند المسلمين قاعدةً وقيادةً، وأسهم الجميعُ في صُنْعِ أحداث الهجرة وما بعدها، أفرادًا وأُسرًا، رجالاً ونساءً، شيوخًا وشبابًا، أغنياءً وفقراءً، أصحاءً ومرضى، فبنوا جميعًا الدولة الإسلامية وثبتوا أركانها، إنَّ الذي صنع تاريخ الأمة هي الأمة بكاملها التفت حول رسولها وقائدها ومنهجها، والأمة اليوم مدعوةً أن تصنع تاريخها وتُغيِّر حاضرها بنفسها، فتوجه الأحداث وتؤثر فيها.

الهجرة تضحية بكل شيء في سبيل الدين
إن أعزَّ ما يملكه الإنسان في هذه الحياة هو دينه، والذي لا بد له من تكاليف، والتكاليف لا بد لها من تضحيات، وأبرز دروس الهجرة المباركة هي التضحية، والتضحية قاسمٌ مشتركٌ لكلِّ مَن هاجر، والهجرة شهادة صدق وتأييد لصاحبها بأنه يُؤثر ما عند الله على هوى نفسه، ويُضحِّي بكل ما يملك في سبيل العقيدة التي آمن بها، واختلطت بروحه ودمه.

لقد اشتملت الهجرة المباركة على نماذج رائعة، تملك علينا كل المشاعر، ونرى فيها سلوكيات تربوية رائدة، نحتاج إليها في مسيرتنا وتحتاج إليها الأمة في جهادها وصناعة تاريخها، فهذا أبو بكر، وهذا علي بن أبي طالب، وهذا صهيب الرومي، وهذا ضمرة بن جندب، وهذه أم سلمة، وهؤلاء أنصار رسول الله- صلى الله عليه وسلم-، نماذج ضحَّت بكل شيء، المال والنفس والوطن والولد والزوجة والزوج، إن الوجود الدولي للمسلمين الأولين لم يمنحوه منحًا، ولم يحصلوا عليه عفوًا، بل بذلوا في سبيله وضحُّوا بكل عرض الحياة وتجرَّدوا بهذا لله، فتكفَّل الله لهم بالعوض الكريم عمَّا فقدوه ﴿وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمْ اللَّهُ رِزْقًا حَسَنًا وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (58)﴾ (الحج).

لم تكن الهجرة فِرارًا من الجهاد أو تهربًا منه، كلا، إنما كانت إعدادًا لأعبائه، ولم تكن خوفًا من الأذى، ولكن توطيدًا لدفعه، ولم تكن جزعًا من المحنة، ولكن توطينًا للصبر عليها، أجل لم تكن فرارًا من القدر، ولكنها كانت فرارًا إلى القدر.

مداومة الدعوة والحرص على استمرارها
إننا نجد من معاني الهجرة الانتقال إلى موقع أفضل للدعوة، والتماس المناخ الأرحب لنشرها بين الناس، إن واجب الدعوة إلى الله ليس له وقت محدد كالصلاة والصيام، فهي واجب كل وقت، وهي شاغل المؤمن وهمه في كل حين، وهذا الدرس نتعلمه من النبي- صلى الله عليه وسلم- وهو في طريقه إلى المدينة، حيث لقي بريدة بن الحصيب الأسلمي فدعاه، فأسلم بريدة هو ومَن معه.

الهجرة الباقية المستمرة
وقال الإمام ابن القيم: الهجرة فرض عين على كل أحدٍ في كل وقت، وأنه لا انفكاكَ لأحدٍ من وجوبها، وهي مطلوب الله ومراده من عباده، إذ الهجرة هجرتان: هجرة بالجسم من بلدٍ إلى بلد.

والهجرة الثانية: الهجرة بالقلب إلى الله ورسوله، وهذه الهجرة الحقيقية، وهي الأصل وهجرة الجسد تابعة لها، وهي هجرة تتضمن (من)، و(إلى) فيهاجر بقلبه من محبة غير الله إلى محبته، ومن عبودية غيره إلى عبوديته، ومن خوف غيره ورجائه والتوكل عليه إلى خوف الله ورجائه والتوكل عليه، ومن دعاء غيره وسؤاله والخضوع له والذل والاستكانة له إلى دعاء الله وسؤاله والخضوع له، والذل والاستكانة له.

الهجرة منهج للتغيير والإصلاح
إننا في حاجةٍ ماسةٍ اليوم إلى تحقيق هذه الهجرة في حياتنا، هجرة إلى الله ورسوله بفعل الطاعات وترك المنكرات، هجرة من الشر والرذيلة إلى الخير والفضيلة، هجرة من الفرقة إلى الوحدة، هجرة من السلبية إلى الإيجابية لتغيير الواقع المؤلم الذي تعيشه الأمة.

التذكير بأحداث الإسلام أداة تربية للأمة
فالقرآن الكريم يُثير الذاكرة الخامدة، فينبهها بعد نسيان، ويحيي وعيها بعدما غيب وأريد له الغياب، فالنسيان وتغييب الوعي أمران مستهدفان من أعداء الأمة، لتظل غارقةً في جهلها بتاريخها غير ملتفتة إليه مستفيدة به، وحينما تذكر الأمة ماضيها وتعي ما فيه من دروسٍ نافعة وعظات بالغة، وتستفيد منه بما يصلح أمرها ويصحح مسارها، تكون فعلاً قد وضعت يدها على مصدر التوجيه السليم الذي تصلح به حال الفرد والمجتمع.

إن الزمن هو وعاء الأحداث، ومخزن العبر، والمسلمون مدعوون إلى التذكر والتدبر ولا بد من الاعتبار بأحداث الزمان والتذكير بها، وبسنن الله التي يقوم عليها الوجود، فقد لفت الله أنظار عباده كي يذكروا ما سلف من الزمان، وما وقع فيه من أحداثٍ فيستخلصوا منها العبر والعظات.. قال تعالى في هذا الشأن: ﴿وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ﴾ (إبراهيم: من الآية 5)، أي نعم الله ونقمه في الأمم الماضية، وكل الأيام أيام الله ولكن المقصود هنا أن يذكرهم بالأيام التي يبدو للبشر أو لجماعةٍ منهم أمر بارز أو خارق بالنعمة أو بالنقمة، ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُور﴾ (لقمان: من الآية 31) ففي هذه الأيام ما هو بؤس فهو آية للصبر، وفيها ما هو نعمة فهو آية للشكر.

خطورة أن تفقد الأمة ذاكرتها
الحياة الصالحة رهن بذاكرةٍ واعية، فحياة الفرد تتجه نحو العزة والقوة وتحقيق الأهداف المأمولة ما دام يملك ذاكرةً يقظةً تضع أمامه أخطاء التجارب السابقة فيتلافها، كما تجسد أمامه صور النجاح الماضية فيلتمس القدوة منها، وسنة الله في الأمة هي سنته في الأفراد ﴿وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً﴾ (الأحزاب: من الآية 62).

والأمة عندما تفقد ذاكرتها ضاعت خبراتها وتجاربها وتسد أمامها منافذ العبرة والموعظة، ويغيب عنها التصور الصحيح لأهدافها البعيدة، والطريقة المثلَى لتحقيقها، فتصبح تعاني التخبط والضلال ومع فقد ذاكرتها تفقد الأمة ذاتها وهوايتها، فإذا هي أمة وكأنها ولدت بنت الساعة تستجدي النظم، وتستعير التشريعات من أعدائها الذين يعرفون قدر تراثها، ويضعون الخطط الماكرة للحيلولة حتى لا تسترد الأمة الإسلامية أمجادَها السابقة، بل ويمدونها بما يُدمِّر حياتها، ويضمن لهم بقاءها أمةً فقدت ذاكرتها ونسيت تاريخَها وفرَّطت في تراثها وبددت ثرواتها، فتظل تابعةً لهم تستجدي منهم، وهي أمة غنية كرَّمها الله..
كالعيس بالبيداء يقتلها الظما والماء فوق ظهورها محمول

إن أمتنا لكي تستعيد الذاكرة المفقودة لا بد لها من قدوة، والأمة مطالبة بأن تربط مسيرتها بقائدها وقدوتها ونبيها محمد- صلى الله عليه وسلم-، فتحذو حذوه، وتتبع نهجه، وتقتدي به، وحسبنا هذا التوجيه الإلهي الكريم ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا (21)﴾ (الأحزاب).

إن من الضروري أن نستقرى تاريخنا الأغر، وماضينا الحافل بالمآثر والمفاخر؛ لنستلهم منه القبس الذي يضيء لنا درب النصر، ويعلمنا كيف نبني مستقبلنا المنشود، ونحقق في حياتنا هذا الأمل العزيز: صلاح الأمة، والتمكين لدين الله رب العالمين.

بين الأمس واليوم
ونحن أمة الإسلام- إذا نظرنا إلى تاريخنا كأمة، قرأنا كتابًا أوله مشرق وحاضره غير ذلك، أوله أمة قوية فتية، تركها الرسول- صلى الله عليه وسلم- بين الأمم قويةً عزيزةً لها في كل مجالٍ من مجالات الحياة أعمال وآثار، فكان لزامًا على أمتنا أن تتعامل مع أمجادها بصورة تجعلها تتخذ منها الدافع القوي للرقي والسمو، فماضي الأمة موصول بحاضرها، وعلينا أن نقيس واقعنا على ما كان عليه أسلافنا، وأن نعمل بجد واجتهاد لإحراز مجد كالذي أحرزوه، فعلينا أن نقف مع ماضينا وأحداثه واحدة فواحدة، ونتخذ منها مصابيح الهداية والإرشاد، فليس من حقنا أن ننسى، وما ينبغي لنا أن نكون على غفلة، ومناسبات الإسلام تصافح الآذان، وتطوف بالأذهان في كل حين وأوان.

إن لنا دستورًا إلهيًّا كاملاً؛ ولنا تاريخًا إنسانيًّا حافلاً، فيه لكل عظيمة ذكرى، وفيه لكل معضلةٍ هُدى، ولكل قضية بينة، فإذا اقتبسنا هدانا من وحي الله استقمنا على الطريقة التي نهجها الرسول- صلى الله عليه وسلم-، والتمسنا دليلنا من روح السلف، فتوافينا معًا على الغاية، وانتهينا جميعًا عندها إلى الوحدة.

"تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدًا، كتاب الله وسنتي"، كما قال رسول الله- صلى الله عليه و

No comments: